كلمة القيادة
المشير أركان حرب خليفة بالقاسم حفتر
القائد العام للقوات المسلحة
إن مسيرة بناء الدولة الليبية الحديثة لا تقوم فقط على السلاح الذي يحرر، بل على العمل الذي يعمّر، والإرادة التي تصنع الحياة بعد المعاناة. لقد خاض جيشنا الوطني معركة الدفاع عن الوطن بثبات الرجال وعزيمة الشرفاء، واليوم نخوض معركة البناء بإيمانٍ لا يقل قوة عن إيماننا بالنصر في الميدان. لقد أثبتت التجارب أن قوة الدولة لا تُقاس فقط بقدرة جيشها على حماية حدودها، بل بقدرتها أيضاً على النهوض، وإعادة إعمار ما دمرته الحروب، وتهيئة حياة كريمة لكل مواطنٍ على هذه الأرض الطيبة.
وفي هذا الإطار، يأتي صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا ليكون أحد أبرز الأدوات الوطنية في تحويل رؤية الدولة إلى واقعٍ ملموس، يجسّد الأمل، ويعيد الثقة في قدرة الليبيين على تجاوز الماضي وصناعة المستقبل. فبجهوده تُعاد الحياة إلى المدن التي كانت مسرحاً للصراع والإرهاب، وتُفتح الطرق، وتُبنى المستشفيات والمدارس، وتُضاء الشوارع من جديد. إننا نؤمن بأن إعادة الإعمار ليست مشروعاً هندسياً فحسب، بل هو مشروع وطني شامل يوحّد الليبيين حول هدف واحد: بناء دولة قوية، آمنة، ومزدهرة.
وعليه، فإن القيادة العامة للقوات المسلحة تؤكد دعمها الكامل لكل الجهود الوطنية الصادقة التي تسعى لإعمار الوطن وتثبيت استقراره، تحت راية واحدة وجيشٍ واحد، يحمي السيادة ويصون الكرامة. وإننا إذ ندعم القائمين على صندوق التنمية وإعادة الإعمار، ونثمّن ما تحقق من إنجازاتٍ ملموسة في مختلف المدن والمناطق والقرى، نشدّ على أيديهم للمضي قدماً في هذه المسيرة، لأن الإعمار هو الوجه الآخر للنصر وإرادة الشعب.
المستشار عقيلة صالح
رئيس مجلس النواب الليبي
إن بناء الدولة لا يكتمل إلا بتضافر مؤسساتها، ووحدة رؤيتها، وإخلاص أبنائها. لقد خاضت ليبيا مرحلة صعبة من تاريخها، واجهت فيها الانقسام والدمار، لكنها لم تفقد يوماً إيمانها بقدرتها على النهوض من جديد. واليوم، ونحن نشهد انطلاق صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، فإننا نؤكد أن هذه الخطوة تمثل تحولاً حقيقياً من زمن الأزمات إلى زمن البناء، ومن مرحلة المعاناة إلى مرحلة الأمل والعمل.
إن مجلس النواب الليبي، وهو السلطة التشريعية المنتخبة من الشعب، يضع التنمية والإعمار في صميم أولوياته، ويدعم كل المبادرات الوطنية التي تُسهم في استقرار البلاد وتحسين حياة المواطن. فالإعمار ليس مسؤولية حكومة أو مؤسسة واحدة، بل هو قضية وطنية جامعة تتطلب مشاركة الجميع، من شرق الوطن إلى غربه، ومن جنوبه إلى شماله.
إننا في مجلس النواب نعتبر صندوق التنمية وإعادة الإعمار أحد أهم الأدوات الوطنية لترجمة خطط الدولة إلى إنجازات ملموسة على الأرض، وأحد الركائز الأساسية لبناء ليبيا الحديثة، القائمة على العدالة في التنمية، وتوزيع الفرص، وإعادة التوازن إلى كل مناطق البلاد. إننا ندعم هذا التوجه بكل مسؤولية، ونراقب عن كثب خطوات التنفيذ لضمان الشفافية وحسن الإدارة، لأن الأمانة التي نحملها أمام الشعب والتاريخ تقتضي أن نكون حريصين على أن تذهب كل جهدٍ ومواردٍ في مكانها الصحيح.
فإننا ندعو جميع الليبيين إلى أن ينظروا إلى الإعمار باعتباره مشروع دولة ومصير أمة، لا مشروع مؤسسة واحدة، فكل طريق يُعبّد، وكل مدرسة تُبنى، وكل مستشفى يُجهّز، هو لبنة في بناء ليبيا التي نحلم بها جميعاً، ليبيا الموحدة، القوية، المزدهرة.
المهندس بالقاسم حفتر
المدير العام لصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا
إن انطلاق صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا لم يكن خطوة إدارية عابرة، بل هو تحوّل وطني كبير نحو بناء دولة جديدة، قوامها العمل والإعمار والتنمية المستدامة. لقد حان الوقت لأن تنتقل ليبيا من مرحلة التحديات إلى مرحلة البناء، وأن نُحوّل ما عانته مدننا من دمار إلى فرصٍ للنهوض والنمو، بما يعكس إرادة الليبيين في استعادة الحياة على أرضهم، وبناء مستقبلٍ يليق بتضحياتهم.
إن رؤيتنا في صندوق التنمية واضحة: إعمارٌ شامل يضع المواطن في قلب كل مشروع، والتنمية في مقدمة كل خطوة، فغايتنا ليست تشييد البنية التحتية فحسب، بل تأسيس بنية وطنية للثقة، والأمل، والاستقرار. لقد بدأنا من الميدان، من المدن التي ذاقت ويلات الحرب، لنثبت أن الإعمار فعلٌ وطنيّ، وأن التنمية ليست شعاراً بل التزامٌ يوميّ نعمل عليه بالعلم والإدارة والإرادة، ونحن في الصندوق نضع لأنفسنا مبدأً أساسياً: أن كل حجر يُوضع في موقعه هو وعدٌ بالمستقبل، وأن كل مشروع يُنجز هو خطوة نحو ليبيا المزدهرة الآمنة.
نؤمن أن التنمية لا تتحقق إلا بتكامل الجهود بين الدولة، والمؤسسات، والقطاعات المختلفة، والمواطن نفسه، الذي هو الشريك الأول في الإعمار، والمستفيد الأكبر من نتائجه. إننا نعمل اليوم من أجل أن يرى كل ليبي مدينته تنبض بالحياة، ومدرسته تفتح أبوابها، ومستشفاه يقدم له الخدمة التي يستحقها، وطريقه يربطه بوطنه بأمانٍ وكرامة. بهذه الرؤية، وبهذا الإيمان، نواصل عملنا، نحو ليبيا جديدة تُبنى بسواعد أبنائها، وتنهض بمشاريعها، وتزدهر بمواطنيها.